Friday, November 19, 2010

تلك الرائحة



زمن البحث عن الزمن

الوقت.. كافر، يمر مني مثل حية دبقة، تتسلل عبر جحور سرية لا يعرف تلافيفها
 سواها.ينسال، من بين يدي، ورغما عن وعيي، وإدراكي، ويتسرب يوميا  ، من بين قدمي، وحولي ، تاركا إياي فاغر الفم،  مذهولا؛ كمن تلقى حجر على ر أسه تحت وطأة البحث عن كفاف العيش أو كريمه، لا فرق..
أتأمل ما يجوس برأسي من أفكار، وأنصت لأفكار السابقين، فأمتلأ يقينا بالجهل، بقدر يقيني بأنني لم أعرف شيئا، ولم أقرأ كتابا. فأنى لي أن أعرف وروحي تشعر بضجيج الأفكار التي خلفها آلاف من قبل في الفلسفة والفكر والعقيدة والدلالات  اللغوية والفلك والعلوم والرياضايات، ومنها للموسيقى والسينما والمسرح والأدب
وأنى لي أن أعرف نفسي قارئا وأنا أعرف أن عشرات اللآلاف من الكتب تدور بها المطابع كل يوم، وأخر دارت بها المطابع من قبل ناهيك عما خط أو نسخ.
أستمع إلى جهلة ثرثارين يفتخرون بثرثرات بينما يتصورون أنهم يقولون دررا، بينما جهلهم فاضح وزهوة جهلهم حولهم تبدو كعلامات مياه حمامات السباحة لمن يضرطون فيها تتحرك خلفهم فيراها الجميع سواهم.
زمن يمر والحلم بالمعرفة يصبح يوميا كالسراب، وكل كتاب يقرأ، يضيف لحجم إحساسي بالجهل اضعاف ما أشعر به قبل قراءة الكتاب، وقائمة القراءات المؤجلة تتضاعف يوميا. 
أما المصيبة فهي أن تعيش في زمن تسليع كل شيء وبينها الثقافة والكتابة والأدب، ويصبح قيمة الأدب في ما يبيع، حتى لو كان غثاء، وقيمة الكتاب في عدد طبعاته حتى، لو لم يكن سوى محض تفاهة أو سخافة أو استخفاف بالعقول بدعاو مشينة حول اجتذاب القاريء، بينما الهدف الوحيد هو التسطيح والخفة والمكاسب المادية.
فتظهر فقاعات سخيقة تنفخها حنجرات كتبة عارفين باللعبة، وبالسوق يضرطون سخافاتهم وثرثراتهم
والناس فقدوا حتى حاسة الشم فإذا هم يتوهمون ريح الضراط ياسمينا.
دون أن يعي احد ان الوهم لا يخفي الحقائق طويلا وأن الخفة هشة مثل جمهورها ومسطحة مثل مستهلكيها
لكن الحذر لا ينجو من قدر
وقدر البحث عن الزمن المفقود هو آفة كل كاتب في زمن عربي يسحق الكاتب بكل ما يملك من قوة ، فهو زمن نفي العقل بلا منازع
زمن الـــــ؟ ؟ ؟
يا له من زمن ..ويا لها من رائحة

3 comments:

عين فى الجنة said...

بل هو زمن مثل كل زمن عاشه الناس ثم انصرم
واذا كان ما يميز زماننا هو وفرة المعلومات فأن الميزة الاكبر هى القدرة على استدعاءها بنقرة على لوحة المفاتيح فى لا زمن

محمود مودى said...

فعلا هذه حقيقة ثابتة
لكن السؤال الأهم هم ما الحل ؟
هل يتخلى الكتاب عن أصول اللعبة ويقدمون الياسمين بدلا من الضراط على أمل أن يرتقى ذلك بعقلية وفكر القراء
أم يتوقف القراء عن استنشاق الضراط والسعى خلف الياسمين

محمود مودى said...

فعلا هذه حقيقة ثابتة
لكن السؤال الأهم هم ما الحل ؟
هل يتخلى الكتاب عن أصول اللعبة ويقدمون الياسمين بدلا من الضراط على أمل أن يرتقى ذلك بعقلية وفكر القراء
أم يتوقف القراء عن استنشاق الضراط والسعى خلف الياسمين