الكويت في أصيلة..المجد للثقافة!
قلم:إبراهيم فرغلي - عدسة: رضا القلاف
أماني الحجي في وصلة أوبرالية
لم يتمالك محمد بن عيسى، أمين عام
مؤسسة أصيلة، ووزير الخارجية والثقافة الأسبق نفسه، فور انتهاء الفنانة الأوبرالية
السوبرانو الكويتية أماني الحجي من وصلة غنائية من الأغنيات الأوبرالية التي
اجتذبت انتباه الجمهور، وكتمت أنفاسهم اعجابا وانبهارا، ووقف يصفق بقوة ومعه رموز
الوفد الكويتي من رجال الثقافة والفكر من المشاركين ليحيوا الفنانة والفرقة
التابعة للمعهد العالي للفنون الموسيقية في الكويت على الأداء الذي وصفه بن عيسى
لاحقا بأنه يشرف، لا الكويت فقط، بل كل العرب.
تلك اللقطة واحدة من اللقطات
الدالة، بين لقطات عدة امتدت على مدى نحو ثلاثة أسابيع هي مدة فعاليات الدورة
الثالثة والثلاثين لمنتدى مؤسسة أصيلة السنوي الذي احتفى هذا العام بالكويت
وثقافتها جاعلا منها ضيف شرف هذه الدورة المميزة، بمناسبة احتفالات الكويت على
مرور خمسين عاما على استقلالها ومرور عشرين عاما على التحرير.
فرقة المعهد العالي للفنون الموسيقية بقيادة د.سليمان الديكان
الدلالة الرئيسية لهذه اللقطة
تتعلق بالأداء المميز الذي قدمته الفنانة أماني الحجي وفريق التينور من الفنانين
الكويتيين مثل أحمد الكندري وغيره ممن سنذكر بالتفصيل لاحقا، وبكونه إشارة دالة
على أن الكويت التي بنت سمعتها بعد الاستقلال في العالم العربي على مدى نصف قرن
بكونها الدولة الصغيرة التي استطاعت أن تصبح كبيرة بدورها الثقافي الرائد في
المنطقة عبر الإصدارات التي أسستها واصبحت بمثابة رسائل الثقافة العربية التي تقوم
الكويت بلعب دور الوصل بينها جميعا، من جهة، وعبر اهتمامها المبكر بالفنون
المسرحية والموسيقية والفكر والأدب، وأن الثقافة بالتالي لا تزال لها الأولوية في
استمرار الدور الكويتي وتأكيد خصوصية وضعها السياسي والاقتصادي في العالم العربي
والعالم، صاغت بها نهضتها، وجسدت بها جزءا أساسيا من كامل الدور الإقليمي والعربي
والدولي الكويتي في الماضي، ولا يبدو ان مثل هذا الدور ينبغي أن يخبو في المستقبل.
الدلالة الثانية للقطة العرض
الأوبرالي تتعلق بأن الموسيقى الأوبرالية والسيمفونية، بقدر ما تبدو مظلومة
إعلاميا في الكويت، فإن ما حدث في اصيلة يكشف عن أنها يمكن أن تصبح ذات جماهيرية
لو أتيحت لها فرصة التواجد المستمر عبر مسارح وقاعات مختصة بعرض مثل هذا اللون
الموسيقي الرفيع ، خصوصا وأن عميد المعهد العالي للفنون الموسيقية المايسترو
د.سليمان الديكان له تجارب مهمة في مزج الموسيقى السيمفونية مع مقاطع من الموسيقى
الشعبية الكويتية، وربما قد تكون هذه الفرقة نواة لفكرة تأسيس دار أوبرا في الكويت،
خصوصا وانه مع العازفين المحترفين من أساتذة المعهد المصريين والشرق أوروبيين
وغيرهم تكونت نواة من العازفين البارعين من طلبة المعهد النابغين.
تظاهرات الثقافة أم السياسة؟
السنعوسي والرميحي والعسكري وبن عيسى واليوحا يتابعون امتزاج موسيقى الكويت بموسيقى المغرب الشعبية
قبل ان أستعرض وقائع حفل الافتتاح
واهم الفعاليات التي اقيمت في هذه الدورة خصوصا الفعاليات الكويتية، أعتقد أنه من
الضروري التوقف عند لقطة دالة اخرى، رغم طابعها السياسي، لكن خلفياتها ثقافية
واظنها تحتاج للإضاءة والتعليق.
فبعد انتهاء فعاليات حفل الافتتاح
الذي حضره وزير الإعلام والمواصلات الكويتي السابق سامي النصف، وأمين عام المجلس
الوطني للثقافة والفنون والآداب المهندس علي اليوحة، وعدد كبير من رجال الثقافة
والإعلام في الكويت، وبعض رؤساء الدول السابقين، وغيرهم خرج الحضور من مبنى مكتبة
الأمير بندر التي اقيمت بها الاحتفالية لكي يتجهوا أولا إلى مقر المعرض الدائم
لإصدارات الكويت الثقافية، حيث وجد الجمهور جمعا من الأطفال يحيون الوفد الكويتي
تعبيرا عن الاحتفاء بضيوف الشرف، وتحرك الجميع بين شوارع مدينة أصيلة مشيا حتى
بلغوا مقر المعرض، وبعد بدء فعاليات افتتاح المعرض الذي تضمن العديد من إصدارات
الكويت من سلاسل عالم المعرفة والإبداعات العالمية ومجلة العربي وإصداراتها من
الكتب وغيرها، سمع الجمهور صخبا يأتي من خارج الحديقة التي يقام بها المعرض،
وفوجئوا بتظاهرة يتزعمها عدد من الأفراد من اصيلة يهتفون ضد محمد بن عيسى ومنتدى
أصيلة، مما عكر صفو اللقاء قليلا، واصاب بعض افراد الوفد الكويتي بالقلق، وأثار
لونا من البلبلة، اضطرت بعض اعضاء الوفد للمغادرة قبل استكمال الحفل الموسيقي
الشعبي الكويتي الذي اقيم في ساحة مدينة أصيلة الأثرية داخل السور القديم للمدينة.
والحقيقة أنني تتبعت الموضوع على
مدى اليومين اللاحقين، وتبين أن هؤلاء المتظاهرين، في غالبيتهم، مجموعة من
المدفوعين من قبل منافسين لبن عيسى في انتخابات المجلس الشعبي لمدينة أصيلة التي
تحل قريبا، ووجدوا في الحفل مناسبة لبدء حملة انتخابية مبكرة، بينما ردد البعض ان
سبب غضب هؤلاء الشباب أنهم يسكنون عششا من الصفيح وأن بن عيسى وعدهم، وعائلاتهم،
بتسكينهم في شقق سكنية جديدة ولم يحقق وعده.
ولأنني كان قد سبق لي زيارة أصيلة
قبل عامين في مناسبة تكريم مجلة "العربي" بمناسبة مرور نصف قرن على
صدورها، وتجولت في ربوع المدينة، وأجريت عددا من الحوارات مع مسؤولين محليين في
المدينة آنذاك، شعرت أن ما يحدث ليس طبيعيا، إن لم يكن يتضمن قدرا كبيرا من
التناقض.
مؤسسة اصيلة نموذج تنموي
فالمعروف أن مشروع مؤسسة اصيلة هو
واحد من المشروعات الثقافية البارزة في العالم العربي التي قدمت نموذجا مهما
لكيفية ارتباط التنمية بالثقافة والفكر والإبداع، واستطاع المهرجان على مدى ثلاثة
وثلاثين عاما أن يحول اصيلة من مجرد قرية صغيرة يعيش بها نحو 17 الف نسمة اغلبهم
من الصيادين، إلى مدينة ساحلية جميلة ونظيفة يعيش بها اليوم ما يربو على الأربعين
الفا، تتمتع المباني القديمة فيها بلوحات تشكيلية مرسومة على جدرانها بريشات عدد
من ابرز الفنانين العالميين، وتتوزع أسماء أبرز رموز الفكر في التراث العربي على
لوحات تسمي بها شوارعها، حافظت على تراث المباني القديمة فيها رغم أنف عدد من
المستثمرين الذين أرادوا هدم تلك البيوت القديمة واستبدالها بأبراج حديثة شاهقة.
ويقال أن محمد بن عيسى كان له دور كبير في هذا الموضوع حيث اعتصم ونام أمام مدخل
المدينة القديمة أمام البلدوزرات التي كانت في طريقها لهدم المباني، مهددا بان
البلدوزارات لكي تعبر عليها أن تمر من فوقه أولا.
وبينما حضر الشاعر محمود درويش في
الموسم الأول لمهرجان أصيلة من محطة القطار إلى مركز المدينة ممتطيا حمارا، لأن
المدينة لم تكن تعرف وسائل المواصلات الحديثة آنذاك، إضافة إلى أن بن عيسى كان
يضطر لاستضافة ضيوف المهرجان في منزله شخصيا، فإن أصيلة اليوم تحتوي عددا من
الفنادق التي يقيم بها ضيوف المهرجان، والسياح من الأجانب وخصوصا الإسبان، الذين
يجدون في فعاليات المهرجان من أمسيات فنية وثقافية رفيعة المستوى فرصة جيدة
لاستثمار زياراتهم للمدينة، إضافة إلى ان هذا المهرجان أنعش اسواق التجارة
والمطاعم التي تعمل بكامل طاقتها خلال الموسم.
وبالتالي فالحديث بأن مهرجان أصيلة
ضد تنميتها قول يفتقد، في ظني، إلى الكثير من الدقة، إن لم يكن عاريا من الصحة،
خصوصا وأن مؤسسة أصيلة استطاعت بفضل الدعم الذي تحصل عليه بعلاقات شخصية من بن
عيسى أن تبني لأهل أصيلة مستشفى جيدة، وأكثر من مدرسة ومجموعات من الشقق السكنية
باستثمارات من السعودية والكويت وقطر ودولة الإمارات. بالإضافة إلى مكتبة بندر بن
سلطان المجهزة بعدد كبير من الكتب المتخصصة في كافة المجالات للباحثين والراغبين
في القراءة والمعرفة وأخرى للأطفال، ناهيك عن ما قدمه الموسم لسكان أصيلة من وجبات
ثقافية ندر أن يتمتع بها سكان اي مدينة شبيهة الظروف، من ارفع الفنون العالمية في
الموسيقى وعروض الأزياء، والأوبرا، والفنون التشكيلية، ومحاضرات من أبرز الكتاب
ورجال الفكر في العالم العربي وفي الغرب على السواء على مدى 33 عاما.
شهد إفتتاح موسم أصيلة في دورته
هذه حضور العديد من الوجوه البارزة في الثقافة العربية، والكويتية، وبعض رؤس الدول
السابقين، وترأس الجلسة الافتتاحية محمد بن عيسى الأمين العام لمنتدى أصيلة والذي
قرأ الرسالة الملكية التي وجهها الملك محمد السادس إلى المشاركين في الندوة مرحبا
بضيوف الندوة وبدولة الكويت كضيف شرف، ومؤكدا على أهمية المحور الرئيس لهذه الدورة
والخاص بفعاليات ندوة الهجرة بين الهوية الوطنية والهوية الكونية "اعتبارا
لأهمية هذه الظاهرة التي اضحت محط انشغال العديد من المجتمعات المتقدمة والنامية
على السواء، المعنية بالهجرة".كما أضاف الملك محمد السادس "إن المغرب،
كمستقبل ومصدر ونقطة عبور للهجرة لا يساوره الخوف من هذه الظاهرة، بل يعتبرها
علامة غنى وتنوع ومصدر ثقافي وحضاري وسيرا على التقاليد المغربية العريقة المتمثلة
في إيواء الأجنبي واستقبال الهجرات المتوالية، وانطلاقا من الإيمان بحق الإنسان
وحريته في التنقل والتواصل والعيش الكريم انخرطت المملكة المغربية في العمل
المشترك على مختلف الصعدة لاعتماد سياسات متجددة ومقاربات تشاركية مندمجة للتدبير
المثل لظاهرة الهجرة".
بن عيسى ووزير الإعلام الكويتي الأسبق سامي النصف
وقرأ وزير الإعلام والمواصلات
السابق سامي عبداللطيف النصف كلمة نيابة عن امير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر
الصباح جاء
فيها ان الحضور الكويتي في منتدى أصيلة
الثقافي الدولي يأتي طبيعيا ومنسجما والمقاصد النبيلة السامية لفعالياته في دورته
الثالثة والثلاثين.
كما شدد على القواسم الحضارية بين الكويت والمغرب التي تجعل العلم سندها ونور طريقها الذي يستلهم منها سموه وشقيقه الملك محمد السادس ما يحرصان عليه من العناية بالعلم لارساء ثقافة المواطنة وبلوغ مراقي تربية النفوس وتهذيبها وتحقيق مرامي الريادة والنبوغ.
وأضاف "ان الكويت وشعبها مقتنعان بأن الثقافة ارثهما الانساني الذي لا يقيم للحدود قيمة ولا للأطر منزلة الا بمقدار ما تسهم به في المسيرة الحضارية المتواصلة مبينا انه بهذا الاقتناع تشارك الكويت في فعاليات منتدى أصيلة بالحوار الثقافي والنقاش الفكري والمطارحة النظرية والتواصل الفني الابداعي وبالتعبير الجمالي الموسيقي".
وأوضح الشيخ صباح الأحمد ان الكويت آلت على نفسها حتى قبل استقلالها ومنذ العام 1958 ان تكون ذات رسالة معرفية مشيرا الى الاصدارات الكويتية التي كانت تتعزز على رأس كل عقد من الزمن، ومنها مجلة (العربي 1958) و(سلسلة من المسرح العالمي 1969) و(عالم المعرفة 1978) والتي كانت علامة فارقة في تاريخ الثقافة العربية الحديثة بما نشرته من قيم المعرفة والعلم والأدب ووفرته للقارئ العربي من زخم معرفي وهيأته للمثقفين والأدباء من منابر للرأي الصريح الحر والابداع المتميز دون قيود.
وأعرب عن تقديره واعتزازه بهذه الالتفاتة من مؤسسة منتدى أصيلة بالاحتفاء بثقافة الكويت وحضارة شعبها في الدورة الثالثة لمهرجان أصيلة الثقافي الدولي بمناسبة الذكرى الخمسين للاستقلال والذكرى العشرين للتحرير.
كما شدد على القواسم الحضارية بين الكويت والمغرب التي تجعل العلم سندها ونور طريقها الذي يستلهم منها سموه وشقيقه الملك محمد السادس ما يحرصان عليه من العناية بالعلم لارساء ثقافة المواطنة وبلوغ مراقي تربية النفوس وتهذيبها وتحقيق مرامي الريادة والنبوغ.
وأضاف "ان الكويت وشعبها مقتنعان بأن الثقافة ارثهما الانساني الذي لا يقيم للحدود قيمة ولا للأطر منزلة الا بمقدار ما تسهم به في المسيرة الحضارية المتواصلة مبينا انه بهذا الاقتناع تشارك الكويت في فعاليات منتدى أصيلة بالحوار الثقافي والنقاش الفكري والمطارحة النظرية والتواصل الفني الابداعي وبالتعبير الجمالي الموسيقي".
وأوضح الشيخ صباح الأحمد ان الكويت آلت على نفسها حتى قبل استقلالها ومنذ العام 1958 ان تكون ذات رسالة معرفية مشيرا الى الاصدارات الكويتية التي كانت تتعزز على رأس كل عقد من الزمن، ومنها مجلة (العربي 1958) و(سلسلة من المسرح العالمي 1969) و(عالم المعرفة 1978) والتي كانت علامة فارقة في تاريخ الثقافة العربية الحديثة بما نشرته من قيم المعرفة والعلم والأدب ووفرته للقارئ العربي من زخم معرفي وهيأته للمثقفين والأدباء من منابر للرأي الصريح الحر والابداع المتميز دون قيود.
وأعرب عن تقديره واعتزازه بهذه الالتفاتة من مؤسسة منتدى أصيلة بالاحتفاء بثقافة الكويت وحضارة شعبها في الدورة الثالثة لمهرجان أصيلة الثقافي الدولي بمناسبة الذكرى الخمسين للاستقلال والذكرى العشرين للتحرير.
من جهة أخرى اكد وزير السياحة
والصناعة التقليدية المغربي ياسر الزناكي ان احتفاء منتدى اصيلة الثقافي الدولي في
موسمه الـ33 في دولة الكويت كضيف شرف يعتبر تكريما لبلد شقيق كان له الدور الريادي
في الوطن العربي في تشجيع المثقفين العرب ونشر الثقافة العربية والعالمية.
وقال ان استضافة المنتدى لدولة الكويت ليعكس بحق التعاون المثمر والبناء بين الشعبين الكويتي والمغربي الشقيقين في شتى المجالات لاسيما في المجالات الثقافية التي تشق طريقها باصرار وثباث لترقى الى مستوى العلاقات المتميزة والممتازة التي تربط البلدين على المستوى السياسي تحت القيادة الحكيمة لصاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وأخيه العاهل المغربي الملك محمد السادس.
واعرب الزناكي عن تقديره لحضارة الكويت وشعبها متمنيا للشعب الكويتي اطراد التقدم والازدهار تحت قيادته الرشيدة لأسرة آل الصباح.
وقال ان استضافة المنتدى لدولة الكويت ليعكس بحق التعاون المثمر والبناء بين الشعبين الكويتي والمغربي الشقيقين في شتى المجالات لاسيما في المجالات الثقافية التي تشق طريقها باصرار وثباث لترقى الى مستوى العلاقات المتميزة والممتازة التي تربط البلدين على المستوى السياسي تحت القيادة الحكيمة لصاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وأخيه العاهل المغربي الملك محمد السادس.
واعرب الزناكي عن تقديره لحضارة الكويت وشعبها متمنيا للشعب الكويتي اطراد التقدم والازدهار تحت قيادته الرشيدة لأسرة آل الصباح.
شارك في الجلسة الافتتاحية نخبة من
رموز السياسة والثقافة والديبلوماسية في العالم من بينهم رئيس جمهورية غانا الأسبق
جون اجيكيم كوفور، ومحمد عامر الوزيري مسؤول المغاربة المهاجرين في الخارج، وطارق
متري وزير الإعلام اللبناني الأسبق نيابة عن فؤاد السنيورة، خورخي تيانا وزير
خارجية الأرجنتين الأسبق، وترنيداد خيمينز جارسيا هيريرا وزيرة الخارجية
الاسبانية، وإفان موريرا عضو مجلس النواب في تشيللي، وفاطمة هدى بيبان النائبة
الأولى لرئيس الجمعية الوطنية في كيبك بكندا وغيرهم من رموز العمل السياسي
والثقافي الذين تحدثوا جميعا في موضوع الهجرة واهميته بالنسبة لبلادهم وقاموا
بتحية المؤسسة وضيف شرف منتدى أصيلة لهذا العام.
الموسيقى ..لغة عالمية
شاركت الكويت في المنتدى بوفد كبير
تنوعت اهتماماته بين الأدب والفكر والإعلام والفنون الموسيقية والغنائية، والحرف
اليدوية، والتراث، والفن التشكيلي، واقيمت على مدى الأسابيع الثلاثة يوميا مجموعة
من الفعاليات كان من أكثرها جماهيرية الفعاليات الموسيقية والغنائية والتي حرصت
الكويت في تمثيلها لهذه الفنون أن تنوع روافدها ما بين الموسيقى الشعبية والتراثية
، وبين الموسيقى الشرقية والموسيقى السيمفونية والأوبرالية.
أقيمت على سبيل المثال أولى
الفعاليات الغنائية الشعبية من قبل فرقة الفنون الشعبية الكويتية في ساحة
"القمرة"، داخل المدينة الأثرية في أصيلة، ولاقت استحسانا كبيرا من
الجمهور المغربي الذي وقف محتشدا، ليتابع لوحات استعراضية عدة من فنون البادية
الكويتية، وفن "العرضات"، والغناء البحري والسامري والخماري من ألوان
الغناء التراثي الكويتي.
أما مكتبة بندر بن سلطان فقد شهدت
في يوم آخر الحفل الموسيقي الأول لفرقة المعهد العالي للفنون الموسيقية بقيادة
المايسترو د.سليمان الديكان، واشتملت أغلب الأغنيات التي قدمتها الفرقة ألوانا من
الأغنيات الوطنية التي شدت بحب الكويت، مثل "بلدي"، يا بلدنا، يا الله
يا ربنا، حول الوطن، الوفا، وهي من كلمات الشيخ محمد الصباح، و"قد اشرق
الدستور" من كلمات يعقوب الغنيم، وامتزجت الآلات الموسيقية السيمفونية مع بعض
الآلات الشعبية التقليدية مثل الطبل والمرواس، بمشاركة من فرقة معيوف للغناء
الشعبي، كما حضر في الأمسية التراث المغربي ممثلا في فريق "كناوة" من
أصيلة، مع أصوات الكورال المميز من فرقة المعهد العالي للفنون الموسيقية بقيادة
الفنانة أماني الحجي الأستاذة بالمعهد العالي للفنون الموسيقية، والمتخصصة في علم
الأصوات، وبحضور لافت من الفنانة
فتاة سلطان، المتخصصة في تدريس الكورال بالمعهد، ونورة القملاس وفاطمة العوضي
وزهور القلاف وغيرهن.
أماني الحجي كانت نجمة حفل آخر اتسم
بالطابع الأوبرالي وأدت عددا من الأغنيات الأوبرالية من أشهر الأوبرات العالمية
ابهرت جمهور أصيلة من العرب والأجانب، وأطلقت عليها صحف المغرب اسم "ماريا
كالاس الكويت"، من فرط جمال الأداء وقوة الصوت والأداء التمثيلي المصاحب
للغناء والذي يتسم بالرقي والبراعة، حيث انها تؤدي كافة الأغنيات ذات الصوت
السوبرانو داخل الفرقة، أما أغنيات التينور وهي الأصوات الرجالية الأقوى في
الاوبرات فقد اداها كل من الفنانين أحمد الكندري، وعبد الرحمن المحيميد، وعبدالله
المراغي.
وكانت أغنيات التينور مختارات من
الربرتوار الأوبرالي العالمي لفنانين مرموقين مثل فيردي وبوتشيني، وموزارت،
وفرانشيشكو دوراتي وغيرهم.
الكويت نصف قرن من الثقافة
في أولى فعاليات الاحتفاء بالثقافة
الكويتية أقيمت ندوة موسعة في مركز الحسن الثاني في المدينة القديمة في اصيلة تحت
عنوان "الكويت..نصف قرن من العطاء الثقافي العربي" شارك فيها عدد من
نخبة المثقفين الكويتيين والعرب من بينهم محمد بن عيسى، علي اليوحة الأمين العام
للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، د.سليمان العسكري رئيس تحرير العربي، محمد
السنعوسي وزير الإعلام الكويتي الأسبق، والكاتب الصحافي اللبناني عبد الوهاب
بدرخان، ومحمد حسن عبدالله الاكاديمي المصري، والشاعر التونسي المنصف المزغني، والكاتب
السوري نبيل سليمان اضافة الى عدد من الباحثين والكتاب المغاربة منهم احمد المديني
ود.هشام العلوي وسعيد بن سعيد العلوي اضافة للناقد والكاتب عبد الرحيم العلام امين
اتحاد الكتاب في المغرب، وأدارها الدكتور محمد الرميحي.
في كلمته رحب أمين عام منتدى أصيلة
محمد بن عيسى بالحضور الكويتي في اصيلة وقال:"لقد كنا في مؤسسة منتدى أصيلة
حريصين على أن تكون دولة الكويت دائما حاضرة في دورات موسم أصيلة الثقافي الدولي
منذ تأسيسه عام 1978، كما كانت أيضا حاضرة ببهائها وألقها قبل ثلاث سنوات خلت
حينما شارك موسم اصيلة الثقافي الدولي، في دورته الثلاثين، دولة الكويت احتفاءها
بالذكرى الخمسين لتأسيس مجلة "العربي"، هنا في أصيلة، فضلا عن أن دولة
الكويت كانت دائما حاضرة في المغرب بشموخها وحضارتها وثقافتها وفنونها وإعلامها،
وايضا بعطائها وسخائها ودعمها المشكور لمجموعة المشاريع التنموية في بلادنا".
من جهته أكد الدكتور سليمان
العسكري على الدور التنويري القومي للمؤسسات الثقافية الكويتية باعتباره نموذجا
بارزا لما يمكن أن تقدمه الدولة المؤمنة بانتماءاتها المحلية وادوارها الإقليمية
ووشائجها العربية وحراكها الإنساني، كما تحدث عن رؤيته لمستقبل التنمية الثقافية
العربي ودور الكويت والمملكة المغربية تحديدا في هذا الدور خصوصا وهما يمثلان
جناحي الوطن العربي في المشرق والمغرب. واضاف" أعتقد أن هذا المحفل يمكن أن
يمثل انطلاقة لتخطيط عقد جديد من التنمية الثقافية على أساس برنامج يعني بكل من
:حاجات المجتمعات العربية المحلية، سوق الوسائل الإعلامية المنفتح، تيارات التغيير
الجديدة في الثقافة العربية والدولية، والتواصل بديلا للقطيعة وخاصة في حقل
الثقافة".
وقدم الدكتور العسكري ثلاثة
مشروعات ثقافية يمكن أن تمثل نماذج لهذا التواصل، وهي كالتالي:
-
المشروع الأول: أدب الرحلات العربي بوصفها قدمت دروسا من
التواصل بين الثقافات العربية في المشرق والمغرب، وهذه الرحلات وسواها تحتاج إلى
إصدار سلسلة خاصة بها توثق الرحلة المغربية للشرق، وكانت "العربي" قد
وثقت رحلة الشرق إلى المغرب عبر كتاب جمعنا فيه كل استطلاعات العربي عن المغرب.
وأقترح إحياء هذه الرحلات المتبادلة لتكون واقعا متجددا.
-
المشروع الثاني: القرية الثقافية العربية وهي ستكون
بمثابة قرى ثقافية عملاقة تقام في دول عربية عدة بحيث تكون كل منها فضاء مفتوحا
لعرض الثقافات العربية التي تقدم وحدتنا المتنوعة.
-
المشروع الثالث: كتاب مغربي لكل عربي، حيث لا يزال الأدب
المغربي بعيدا عن القاريء العربي وبحيث يتم إخياء مشروع المساهمة في تحمل تكاليف
طباعة الإنتاج المغربي من الثقافة والفكر والأدب.
من جهته تحدث وزير الإعلام الكويتي
الأسبق محمد السنعوسي مؤكدا أن المناخ العام للعلاقات الثقافية العربية ليس مناخا
مثاليا في الوقت الراهن مشيرا إلى أن الكويتيين لا يعرفون المغاربة بشكل جيد،
والعكس ايضا، على اعتبار أن الصورة الشائعة عن الكويت هي مجتمع نفطي استهلاكي وهذا
كل شيء.
واضاف أن دور الكويت في دعم الثقافة العربية لم
يقتصر على مجال النشر كما هو شائع من خلال "مجلة العربي" والاصدارات
فقط، بل للكويت دور آخر في المساهمة في إنتاج أعمال فنية عالمية وسأل قائلا: هل
تعلمون أن الكويت ساهمت في إنتاج فيلم "الرسالة"؟ وكنت مسؤلا آنذاك عن
الموضوع وحملت برسائل من سمو الأمير إلى جلالة الملك، وكان للمغرب دور أيضا في
الدعم عبر صندوق الإيداع والتدبير.
لكن السنعوسي يرى أيضا أن ذلك كله
لا يكفي، وأن المناخ العام اليوم لا يشجع التفاعل الثقافي بين الدول العربية على
الوجه المأمول أو المبتغى، وشدد على ضرورة قيام المؤسسات الثقافية والمثقفين في
الكويت وخارجها بنقد انفسهم لأن المتاح الآن لا يمكن وصفه بأنه علاقات ثقافية
عربية كبيرة.
أما الجلسة المسائية فقد قدم
السنعوسي خلالها رصدا لتجربة تأسيس التليفزيون في الكويت وتجربته الخاصة في ذلك
المشروع الذي وصفه بالشجاع لأنه كان ينافس التلفزيون المصري ويقدم نقدا مع وضد
الدولة في الكويت بسقف حرية عال.
من جهة أخرى اكد أحمد المديني على
فكرة عدم معرفة المغرب بما يصدر في الشرق العربي وخصوصا منطقة الخليج، وأن هذه
المعرفة إن توفرت تظل في الغلب قائمة ومتدالوة على نطاق النخب الضيق، لكنه يرى أن
مجلة العربي لعبت دورا مهما في تقليل هذه الظاهرة "وكان لها أقوى الحضور
وانجع التكوين والإشعاع في ستينات القرن الماضي في مجموع العالم العربي". كما
اشار إلى خصائص المجلة معرفيا ودورها المهم في التعريف بالمغرب العربي عبر
استطلاعاتها المصورة كما عرج على إصدرات المجلس الوطني للثقافة والفنون وخصوصا
مجلة "عالم الفكر"، مختتما كلماته بالقول:"إن الفاعلية الثقافية
القادمة من الكويت ولدت وقبل أن تستفحل الطفرة النفطية ، التي جعلت بلدانا أخرى في
الخليج العربي تسخر بعض فائضها في الجهد الثقافي بصورة دعائية أكثر منها معقلنة
وهادفة. كما أنها فاعلية عددت من مواقع إنتاج الثقافة العربية الحديثة وإبداعها
اللذين تم حصرهما في محور القاهرة بيروت".
وتحدث الدكتور محمد حسن عبدالله عن
علاقته الخاصة بالكويت خلال السنوات الطويلة التي عاش خلالها في الكويت وعمل فيها،
واشار إلى أن الدور الثقافي الكويتي يمتد لما قبل النفط بسنوات بعيدة مشيرا إلى
كتابات عبد العزيز الرشيد حول زيارات المثقفين الكبار والإصلاحيين من أمثال رشيد
رضا وحافظ وهبة وسواهم وكيف استقبلهم اهل الكويت، وكيف كانت الكويت عقلا منفتحا
عبر ما أصدرته من غصدراات وما أسهمت به من تأسيس لمشروعات ثقافية واكاديمية في
الكويت.
وتناول د.سعيد علوي من المغرب
بالتحليل سلسلة عالم المعرفة التي لا تخلو منها مكتبة عربية على حد قوله.
بينما ركز الناقد والباحث المغربي
هشام بن علوي على فكرة أن الثقافة جزءا من صلب المشروع المجتمعي في الكويت على
اعتبار أن الكويت على غير الشائع اختارت منذ الخمسينات وقبل استقلالها أن ترسي
نموذجها المجتمعي في بعديه القطري والقومي على رهان الثقافة كرافعة للتنمية
والتقدم والتحديث.
أما الناقد والكاتب عبد الرحيم
العلام فقد ركز في ورقته على "مجلة العربي" كجسر ثقافي بين المشرق
والمغرب.
وقد اقام المجلس الوطني للثقافة
والفنون برنامجا موازيا في مقر مبنى المعرض الدائم لإصدارات الكويت، في مساحة أثثت
على طريقة المجالس العربية والمستوحاة من الديوانيات الكويتية، تحت اسم
"المقهى الكويتي" وتضمن عددا من الأنشطة والفعاليات الثقافية والفنية
منها مثلا ندوة تجربة الكويت في حفظ التراث أدارتها الإعلامية امل العبدالله وحاضر
فيها مهنا المهنا، استعرض فيها تجربة حفظ التراث الكويتي، وكان مركز الحسن قد أقيم
بها معرضا للوثائق والمخطوطات الكويتية في نفس الوقت. كما أقيمت مجموعة أخرى من
الندوات عن الخط العربي وبينها ورشة بعنوان "انسنة الحرف العربي" شارك فيها كل من د.فريد عبدال، وفريد العلي
ومهنا المهنا ووائل الرومي.
وفي هذا السياق قام رئيس مركز الكويت للفنون الاسلامية بوزارة الاوقاف للشؤون الاسلامية فريد العلي بعمل محاضرة وورشة فنية بعنوان (استنطاق الحروف) في القاعة الكويتية في مدينة أصيلة .
واوضح فريد العلي للجمهور المغربي عن تطور الخط العربي عبر العصور الماضية وكيف استطاع الحرف الصمود والتنوع في اشكاله المختلفة من نوع الى اخر مؤكدا ان الخط العربي يعتبر من ابرز الفنون المعبرة عن الهوية الاسلامية.
وأضاف العلي: ان الحرف العربي له صلة وثيقة بعناصر الثقافة العربية الإسلامية الأهم مثل الدين واللغة والأدب الأمر الذي أضفى على هذا الحرف هالة من التقديس وأسهمت في استقطاب جهود وطاقات الكثير من الفنانين لتطوير فن الخط والعمل في نطاقه.
وقدم العلي للجمهور المغربي تجربته في الخط لكلمة لفظ الجلال التي صممها ب99 شكلا كما استعرض معهم فيلما عن المحمديات التي صممها ب500 شكل مختلف وقسمها الى 11 مجموعة شكلية ولونية.
المسرح الكويتي
كما أقيمت ندوة "مسيرة المسرح
في الكويت" في المقهى الكويتي شارك فيها الفنان منصور المنصور أوضح فيها أن إن أول مسرحية عرفتها الكويت كانت في عام 1922
للاديب الراحل عبدالعزيز الرشيد وكانت تهدف الى التنوير والانفتاح وبعدها توالت
العروض المسرحية.واوضح
ان المسرح في الكويت بدأ في المدارس التي قدمت عروضا مسرحية مثل مسرحية (اسلام عمر
ومسرحية حرب البسوس) الى ان تأسست اول فرقة مسرحية في الكويت عام 1957 وسميت (فرقة
المسرح الشعبي)، وفي عام 1961أنشئت فرقة المسرح العربي، وفي عام 1963 تأسست فرقة
مسرح الخليج العربي..
اضاف المنصور أيضا ان المرحوم حمد الرجيب وزير الشؤون الاجتماعية والعمل يعتبر المؤسس الحقيقي للمسرح في الكويت، وذلك لاهتمامه لاهتمامه الكبير في الحركة المسرحية حيث كان وراء دعوة الفنان المصري الراحل زكي طليمات في العام 1958 والذي انشأ مركزا للدراسات المسرحية لاستقطاب الراغبين بدراسة الفنون المسرحية منها التمثيل والتأليف والاخراج.
كما اعرب المنصور عن أمله في عودة الحركة المسرحية الكويتية الى سابق عهدها والارتقاء بمستوى التمثيل لابراز الصورة الحقيقية والمشرقة لدولة الكويت وان تحصد الجوائز التقديرية في المهرجانات الخارجي.
اضاف المنصور أيضا ان المرحوم حمد الرجيب وزير الشؤون الاجتماعية والعمل يعتبر المؤسس الحقيقي للمسرح في الكويت، وذلك لاهتمامه لاهتمامه الكبير في الحركة المسرحية حيث كان وراء دعوة الفنان المصري الراحل زكي طليمات في العام 1958 والذي انشأ مركزا للدراسات المسرحية لاستقطاب الراغبين بدراسة الفنون المسرحية منها التمثيل والتأليف والاخراج.
كما اعرب المنصور عن أمله في عودة الحركة المسرحية الكويتية الى سابق عهدها والارتقاء بمستوى التمثيل لابراز الصورة الحقيقية والمشرقة لدولة الكويت وان تحصد الجوائز التقديرية في المهرجانات الخارجي.
يا..بحر!
أقيمت أيضا أمسيتان للتعريف
بالإيقاعات الموسيقية الكويتية وألوان الغناء الشعبي حاضر فيها الدكتور صالح حمدان
بحضور فرقة فرقة «معيوف المجلي للفنون الشعبية»
بالكويت، للتعرف والتدليل العملي بفقرات موسيقية تتغنى بالبحر والبحارة.
وقال حمدان أن الفنان في الخليج
العربي عرف بتأليف موسيقى تعكس ظروفه المعيشية، وكان «البحر» الموضوع الرئيسي
والثابت للغناء لدى الكويتيين. وأصبحت مهن البحر لا تقتصر على السفر التجاري فقط،
بل تتعداه إلى سفر فني يتغنى بالبحّار و«المجداف» و«رفع الشراع»، وأصبح البحّار
فنانا يستخدم كلمات المناطق التي يزورها خلال رحلاته التجارية حسب الظروف التي
تساعده على الغناء، ودائما ما تلازم سفر البحّار الطويل موسيقى وغناء مرتبط بالبحر.واوضح
د.صالح حمدان أن الأنماط الغنائية بالكويت يمكن حصرها في أربعة أنماط رئيسية،
الأغاني البحرية، وهي أغاني البحر، سواء كانت أغاني تتم لأداء عمل معين يحدد نوعه الغناء
والشعر والإيقاع، وأغاني العمل البحرية لها شعر خاص يتحدد نوعه بنوع العمل، «ففجر
المجداف» مثلا يحتاج إلى نوع من الشعر يواكب معه زمن شد المجداف.
أما الأعمال الأخرى فعادة ما ينشد
بمصاحبتها أنواع «المولي»، وهي ألوان من الشعر تساعد تشطيراته على تسريع أداء
العمل، كرفع الشراع أو جر المرساة، وهذا مايعرق
في الغناء البحري عادة بـ«النهمة» والمغني بـ«النهام». وهناك أغاني السمر
والسامري الذي يعد الفن السائد ببوادي الكويت، وأيضا أغاني «العرضة» التي تستعمل
للاستعداد للحرب أو الحماس أو لتجميع القبيلة لإعلان ما يود الحاكم تبليغه، كما أن
لـ«العرضة» شكلا بحريا تعزف بعودة السفن من رحلة الغوص على اللؤلؤ وهي تعبر عن
الفرحة باللقاء.
وفرقة «معيوف المجلي» للفنون الشعبية
أسست في أواخر عام 1961، وقد كان اهتمامها بالفن البحري هو الملمح الأساسي الذي
اعتمدت عليه الفرقة.
فيما يتعلق بالأدب والشعراقيمت
امسيتان شعريتان إحداها للشاعر الكويتي محمد هشام المغربي، والشاعرة دلال البارود،
والشاعرة المغربية كوثر البكاري. والثانية للشاعر إبراهيم الخالدي ود.سالم خدادة.
وبهذه
المناسبة اصدرت مؤسسة منتدى أصيلة كتابا على هامش الفعاليات بعنوان " كتابا جديدا بعنوان "الأدب
الكويتي الحديث بأقلام مغربية" من إعداد الناقد عبد الرحيم العلام، وذلك في
إطار الاحتفاء بدولة الكويت ضيف شرف للدورة ال33 لموسم أصيلة الثقافي الدولي.
يضم الكتاب،
الذي تم تقديمه على هامش ندوة "الحركة الأدبية بالكويت خلال نصف قرن"،
المنظمة في إطار الدورة ال26 لجامعة المعتمد بن عباد الصيفية، 42 دراسة وقراءة
ونقدا انصبت على عدد من الأعمال الأدبية الكويتية في أجناس الشعر والقصة القصيرة
والرواية وأدب الرحلة والمسرح ، وشارك في تأليف هذا الكتاب، الذي قدم له الأمين
العام لمؤسسة منتدى أصيلة
السيد محمد بن عيسى ويقع في 465 صفحة من القطع الكبير، عدد من الكتاب والنقاد
والأدباء المغاربة، من قبيل محمد عز الدين التازي، وبنعيسى بوحمالة، ومحمد سعيد
الريحاني، وعبد الرحيم مؤدن، وعبد المالك شهبون، وعبد الرحيم العلام، وأحمد زنيبر،
وزهور كرام، ورشيدة بنمسعود، وعبد المجيد شكير.
من بين الأعمال الأدبية التي تم التعرض لها في هذا الكتاب، روايات "الثوب" لطالب الرفاعي، و"العصعص" و"صمت الفراشات" لليلى عثمان، و"العائلة" لمحمد الشارخ، و"رجيم الكلام" لفوزية سالم شويش، ودواوين "في البدء كانت الأنثى" للشاعرة سعاد الصباح، و"مشية الإوزة" لسعدية مفرح، و"نهارات مغسولة بماء العطش" لمنى كريم. كما تناول الكتاب أيضا عددا من المجموعات القصصية لمجموعة من كتاب القصة الكويتيين من أجيال مختلفة.
من بين الأعمال الأدبية التي تم التعرض لها في هذا الكتاب، روايات "الثوب" لطالب الرفاعي، و"العصعص" و"صمت الفراشات" لليلى عثمان، و"العائلة" لمحمد الشارخ، و"رجيم الكلام" لفوزية سالم شويش، ودواوين "في البدء كانت الأنثى" للشاعرة سعاد الصباح، و"مشية الإوزة" لسعدية مفرح، و"نهارات مغسولة بماء العطش" لمنى كريم. كما تناول الكتاب أيضا عددا من المجموعات القصصية لمجموعة من كتاب القصة الكويتيين من أجيال مختلفة.
لم تقتصر المشاركة الكويتية على الفعاليات التي أقيمت في المقهى
الكويتي أو مكتبة بندر بن سلطان فقط، بل امتد التفاعل الكويتي للمشاركة في
البرنامج العام لموسم المنتدى هذا العام والذي توزع على عدد من الفعاليات المهمة
بينها ندوة عن الهجرة بين الهوية الوطنية والهوية الكونية وشارك في أعمالها عبد
الرضا أسيري بورقة نقاشية، كما شهدت ندوة تكنولووجيات الطاقة المتجدة النووية
واثرها على التنمية في الجنوب مشاركة الدكتور أحمد بشارة رئيس
برنامج الطاقة النووية بمعهد الأبحاث العلمية والدكتورة أمينة الفرحان من جامعة
الكويت.
وأكد الدكتور بشارة أن العالم يحتاج إلى كمية رهيبة من الطاقة وأن
الدول النفطية بدأت تدخل في مجال الطاقة النووية لأسباب المحافظة على الطاقة
الاحفورية، وأن هناك جهودا كويتية في ما يتعلق بالطاقة الشمسية، مشيرا إلى أن
الطاقة الشمسية لن تكفي الحاجات والوفاء بالطلب، وأن الآمال يجب أن تكون على حد
الواقع وتحتاج إلى أبحاث والتزام الدول للاستمرار فيها.
ومن جانبها قالت أستاذة الفيزياء بجامعة الكويت الدكتورة أمينة
الفرحان إن الندوة تطرقت إلى ثلاثة محاور أساسية هي الطاقة المتجددة والطاقة
النووية والمردود الاقتصادي للطاقة البديلة، موضحة أن الأمر بحاجة إلى جهود عالمية
جبارة لتطوير الطاقة النووية وتقليل كلفتها مع زيادة كفاءتها، وذلك بالتعاون
الدولي في تبادل المعلومات التكنولوجية.
وأوضحت أن الندوة تطرقت إلى إمكانيات دول مجلس التعاون الخليجي
وجهودها الحالية في مجال الطاقة المتجددة والطاقة النووية ومدى امكانية التعاون
العلمي والتقني بين الدول الأعضاء.
تبقى الإشارة إلى ان مركز الحسن
الثاني تضمن عددا من الأنشطة التي استمرت على مدى ايام الاحتفالية منها معرضا للفن
التشكيلي ضم مجموعة من أعمال بعض الفنانين الكويتيين من بينهم حميد خزعل، عبد
الرسول سلمان، محمود اشكناني، محمد قمبر، محمد الفارسي، فداء العون، سعود الفرج،
سعد البلوشي، سالم الخرجي، هبة الكندري، عبدالله العتيبي وعرضت أعمالهم في إحدى
قاعات مركز الحسن الثاني.
كما ضم معرضا دائما للحرف
التقليدية توافر فيها كبار بعض الحرف التقليدية مثل صناعة الخوص والبشت الكويتي،
بالإضافة إلى معرض صور عن الكويت وتاريخها.
شارك في الوفد الكويتي عدد كبير من
الفنانين والمثقفين والاعلاميين ورجال الفكر والأدب وايضا من وزارة الخارجية، من
بينهم بالإضافة إلى الأسماء السابق ذكرها، هدى الدخيل، أنور الياسين، د.سعد الحداد،
د.غنام الديكان، أمل العبدالله، د.إقبال العثيمين، د.ليلى الموسوي، المصممة رجاء
البدر، الفنان محمد البلوشي، الفنان بشار الشطي، المخترع صادق قاسم، بالإضافة إلى
فريق عمل كبير من وزارة الخارجية الكويتية ومن المجلس الوطني للفنون والآداب بذلوا
جهدا كبيرا في نجاح هذه الفعاليات وخروجها بالشكل المشرف الذي خرجت به واضافت إلى
العلاقات المغربية الكويتية الكثير خلال هذه التظاهرة.
أيام الكويت في أصيلة كشفت بما لا
يدع مجالا للشك أن الكويت لا تزال تمتلك الكثير من العطاء الفني والفكري والأدبي
والفني والموسيقي، وأثبتت أن الأجيال الجديدة من الفنانين يمتلكون القدرات
الإبداعية التي تؤهلهم للمزيد من الإبداعات في المجالات كافة، وربما أن ما يجب
التشديد عليه فقط أن يتحول المناخ الثقافي العام في الكويت إلى ما كان عليه، وهو
ما أشار له وزير الإعلام الأسبق محمد السنعوسي في الندوة التي شارك فيها، بمعنى أن
تستعيد الخطط الثقافية وما يسفر عنها الطموح القديم والشجاعة التي منحها الرواد
واصبحت حديث العالم العربي وحديث كل الذين شاركوا في هذه الاحتفالية، وهي جميعا
مؤشرات تؤكد أن مستقبل الكويت مرهون كما كان في الماضي، بانتعاش الثقافة والفنون
والإبداع.
نشرت في العربي عدد سبتمبر 2011
No comments:
Post a Comment