Saturday, December 11, 2010

تداعيات ويكليكس

تفتح ويكيليكس وما تثيره اليوم في العالم يوميا صفحة جديدة في عالم الصحافة من جهة، وفي مفهوم الشفافية والديموقراطية وحرية التعبير من جهة أخرى.
نرى اليوم ونسمع عن فضائح يندى لها الجبين وتكشف لنا المقومات التي تحكم السياسة في العالم والتي أقل ما يمكن أن توصف به هو اللاأخلاقية المحضة.
لكن يبدو أن وعيا عالميا شعبيا جديدا لا بد ان يتشكل الآن وهنا، وسوف تقوده ويكليكس بموافقة النظام العالمي الجديد أو من دونه.
صحيح أن السياسة  في العالم العربي لا تكترث كثيرا بكرامة المواطن العربي، بل هي ربما على العكس تهوى إهانته أكثر بكثير مما قد يتصور الكثيرون
لكن ويكليكس تكشف تقريبا أنه لا أحد بعيد عن هذا المفهوم اليوم من شعوب العالم مهما تزيت الحكومات بأقنعة مزيفة للديمقراطة والحرية.
ويكليكس تكشف أن القمع الحكومي للشعوب تقريبا هو شغلها الشاغل سواء بجوانتانامو في امريكا
او في الكذب المخطط في ارجاء واسعة من الغرب، وبالنسبة للشرق فحدث ولا حرج.
والحقيقة أننا سنعرف قريبا الكثير مما قد كان الساسة يقدرون انه سيظل طي الكتمان، وسنستمع لمبررات، وتبريرات، وربما عن إقالات وإدانات
أما هنا فربما يصح القول بأن أحدا لا يستحي وسوف تستمر الفضائح لأن البنى كلها مشيدة على بحيرات الزيف والضحالة والفساد
ليت ويكليكس تسرب المحظور في اوساط الثقافة والتعليم والرياضة لدينا

فلعلنا سنكتشف أطنانا من الفساد تفوق كل خيالنا عن الفساد
واليوم تولد ويكليكس حربا جديدة قوامها تكنولوجيا المعلومات في أكثر صورها قوة وإثارة، وسوف يكون القمع عنوان اصحاب واهل السياسة كما هو شانهم المستمر، ولن تتوانى السياسة عن القمع بكل القدرات المتاحة..لكن المواجهة هنا لن تكون يسيرة لأن الوسط التقني يتطور اليوم بشكل يجعل من معارك كهذه معارك طويلة الأمد لا يمكن حسمها بالقرصنة أو بمجموعات الكوماندوز
إنها معركة الشعوب لاستعادة العدل المغتصب و ضد تفريغ النظم  التي اسست باسم الإنسانية من جوهرها الاخلاقي، لهذا لا يعتقد الكثيرون أن اعتقال مؤسس ويكليكس يستطيع قمع المارد الذي انطلق من القمقم..أو هكذا اظن وأزعم.