الثورات تسبقها عواصف معرفية ..
فماذا عن ثورة القراءة الإلكترونية؟
إبراهيم فرغلي
في كتابه تاريخ الحضارة يقول الفيلسوف
البريطاني برتراند راسل أن أحد ابرز معالم انتقال الحضارة الغربية من العصور
الوسطى إلى العصر الحديث أربع عوامل اساسية أولها مرور الحضارة الإيطالية بعصر
النهضة الذي تميز بطفرة هائلة في العلوم والفنون، ولعل في نموذج واحد مثل الفنان والعالم
الإيطالي ليوناردو دافنشي، ما يكفي لتوضيح هذه النهضة الهائلة التي انطلقت في
اوربا.
كان أبرز نتائج الانتقال من العصور
الوسطى التي شاعت فيها العديد من مظاهر التقييد العقلي، ومحاكم التفتيش والخرافة
والطبقية السياسية والاجتماعية بلوغ مجتمعات اوربا عصر الثورة التي غيرت بل ونسفت
كل تلك القيم المتخلفة، واسست لمفاهيم جديدة تقوم على الحرية والمساواة
والعقلانية.
ويبدو أن ما نشهده اليوم من انتفاضات
وثورات وحراك سياسي واجتماعي في المنطقة العربية قد سبقته ايضا حالة من الحراك
المعرفي الذي تسببت فيه معالم عصر ثورة الاتصالات الحديثة.
ولعل الاختلاف الوحيد بين الثورات
العربية وعصر الثورات الغربية في القرن الثامن عشر وما تلاه، أن الثورات العربية
تحققت في عصر الثورة المعلوماتية، حيث نشهد اليوم طفرة هائلة في الوسائط الجديدة
الإلكترونية التي تدخل بالقراءة عالما غير مسبوق يتيح لأي فرد مكتبة لا نهائية عبر
توفير نسخ الكترونية من الكتب التي صدرت باللغات الأجنبية في العالم.
المعنى أن ما تحقق بسبب ثورات أوربا
في قرن أو يزيد، يمكن أن يتحقق في هذا العصر في عقود قليلة بسبب هذه الثورة
التقنية الهائلة والتي لا بد انها سوف تتسبب في طفرة في القراءة والتعليم، خصوصا
مع تزايد شعبية المواقع الاجتماعية التي يشهد جانبا كبيرا منها، حوارات مستفيضة لا
بد ان يعرج الكثير منها على السياسة والثقافة والمعلومات التاريخية التي تجعل
الكثيرين يلجأوا للمعرفة للتيقن مما يسمعوا به أو لدعم آرائهم وهي كلها ظواهر
جديدة لم تكن موجودة من قبل.
وفي وقت الثورات الأوربية كان
الحصول على الكتب يقتضي ربما الاستعانة بنسخ مستعارة من مكتبات، ولم يكن ممكنا
بالتالي توفير ما يحتاجه الفرد في اي وقت، بينما اليوم يمكن لي شخص أن يجد مواقع
متخصصة فقط في إتاحة نسخ الكترونية من ألاف الكتب على الشبكة العالمية للمعلومات
(الإنترنت).
ليس هذا فحسب فالمواقع الإلكترونية
الخاصة بترويج وبيع الكتب مثل "أمازون" مثلا، Amazon،
أو بارنز ونوبل Barnes&Noble ، أو غيرهما وبعد أن كان تخصصها
الأساسي هو الترويج للكتب الورقية اصبح اليوم جزءا كبيرا من اهتمامها، بل ونسبة
رهيبة من سوقها موجه للكتب الرقمية، التي تقرأ على وسائط القراءة الجديدة مثل Kindle التي ابتكرتها أمازون ككتاب الكتروني، أي جهاز مهمته
فقط تحميل الكتب الرقمية وقراءتها عليه، ومثيلاتها مثل Nook،
الذي انجزته بارنز آند نوبل، أو قاريء سوني Sony Reader، أو أجهزة IPad، وصولا لوسائط أجهزة الهواتف
الجديدة IPhone، المجهزة ببرامج لتحميل الكتب أيضا، وسواها من
التقنيات الحديثة الخاصة بالكتاب.
مزايا وتخصصات
ما تتسم به هذه النسخ الالكترونية
هي رخص أسعارها مقارنة بالكتب الورقية التي تقتضي أيضا إضافة تكلفة الشحن لسعر
الكتاب، كما أن الابتكارات تتلاحق في برامج القراءة ذاتها، بحيث تبدو اقرب ما تكون
للكتاب الورقي، بحيث يتم تقليب الصفحات مثلا باللمس بطريقة تشبه تقليب الصفحات في
الكتب أو المجلات. كما تتوفر إمكانات وضع علامة تنبه القاريء للموضع الذي توقف
عنده، إضافة إلى إمكانية أن يظلل مواضع معينة في النص المقروء أو تدوين ملاحظات
على ما يقرأ.
هذا الإقبال المتزايد على شراء نسخ
رقمية من الكتب، دعا العديد من الأفراد او المؤسسات المهتمة بالنشر، خصوصا في
الولايات المتحدة أن تتجه لتأسيس دور نشر رقمية، أي دور نشر تصدر نسخا رقمية فقط
من الكتب.
وفي مرحلة لاحقة تخصصت بعض من دور
النشر الرقمية هذه في ترويج أنواع من هذه
الكتب فبعضها كتب طويلة نسبيا تصل عدد كلمات النصوص التي تحتويها في المتوسط 300
ألف كلمة، وبعضها كتب متوسطة للقراءة في جلسة واحدة، لكنها جميعا تنتمي للمغامرات
أو الرعب.
لكن هذه الدور الرقمية لم تكتف
باستقطاب القراء الشباب وغيرهم من هواة هذ االنوع من الكتب بل استقطبت الكثير من
الكتاب، بعضهم ليس معروفا لدى القراء، والبعض لم يسبق ان نشر له شيئا.
وكمثل أي سوق أخرى وجد هؤلاء
الكتاب بعض الصعوبات في تسويق أعمالهم بالطريقة التي يتمنونها. وبدأت هذه الدور في
التفكير في طرق جديدة لتسويق هؤلاء الكتاب، واستغلت خاصية التفاعلية المتاحة على
شبكة الإنترنت، وبدأت تروج لهم مع الكتب الذائعة أو تلك الحاصلة على جوائز سواء
لتشابه أجواء القصص في الحالتين أو لأي اسباب ترويجية أخرى.
المؤكد أن هذا الوسيط الجديد لم
ينتشر بعد بالشكل الذي يجعل منه ظاهرة عامة، لكنه يتزايد، ربما بشكل يومي، ولعله
يمثل تشكل ظاهرة جديدة لدى المراهقين في اوربا والولايات المتحدة وشرق آسيا ممن
نشأوا وتعلموا مباديء القراءة والكتابة باستخدام التقنيات الرقمية الجديدة. أما في
المنطقة العربية فلا شك أن سوق القراءة لا يزال يميل إلى سوق الكتاب الورقي
بالكامل ربما.
ولعلني ممن يظنون أنه مهما توسعت
سوق القراءة الإلكترونية فإنها لا يمكن أن تقضي على الكتاب الورقي لأسباب عديدة،
لها علاقة بالعامل السيكولوجي لمن اعتادوا القراءة ورقيا، حتى في الغرب، ولأسباب
أخرى تناولتها هذه الزاوية سابقا.
جيل محظوظ معرفيا
لكن ما يهتم به هذا المقال أن
التقنيات الجديدة الخاصة بالقراءة الرقمية وتخزين الكتب الالكترونية مع شيوع ظاهرة
المكتبات الرقمية في العالم، سوف تتيح للأجيال الجديدة ما لم يكن متاحا لجيلي ومن
سبقه من فرص هائلة للقراءة في شتى المجالات.
ولأوضح الفرق فإنني مثلا حين كنت
في السابعة عشر من عمري كان علي لكي أجد كتابا ارغب في قراءته ولا اجده ان أنتظر
عاما حتى يحل موعد معرض القاهرة الدولي للكتاب، وان أنتقل إلى القاهرة وابحث عن
الكتاب لكي أجده. بينما اليوم يمكنني أن اجد اي كتاب مصورا وموجودا على مواقع
الإنترنت المختلفة. وإذا وجدت الكتاب متوفرا بالإنجليزية فلا بأس، فلدي على الإنترنت
أكثر من موقع للترجمة، بل وعلى جهاز الىيفون ايضا، ما يمكنني من التعرف على أي
كلمة مما لا أعرف في ثوان قليلة، وهذا التوفير في وقت إيجاد المعلومة بالتأكيد له
مردود في كم المعرفة الذي يمكنني أن أتحصل عليه اليوم مقارنة بما كان المر عليه
قبل أكثر من عشرين أو ثلاثين عاما، بل وحتى مقارنة بخمس سنوات مضت فقط.
والحقيقة أن اكثر ما يبدو مبهرا
بالنسبة لي في موضوع التحصل على الكتب الأساسية أو أمهات الكتب كما يقال، خصوصا في
اللغات اللاتينية وخصوصا الإنجليزية ان فرص الحصول عليها مجانا اكثر بكثير من
الكتب الأحدث أو الصادرة في السنوات القليلة الماضية.
مشروع جوتنبرج
إذا تمكنت من تحميل برنامج iBook،
على حاسوبك او جهاز الآيفون اليوم فسوف يكون بإمكانك أن تقرأ مثلا الأعمال الكاملة
للفيلسوف الهولندي إسبينوزا، أو الأعمال المهمة للروائي الروسي دوستويفسكي، أو مشروع غوتنبرغ Gutenberg ، هو
مشروع تطوعي يهدف إلى تحويل وتخزين ونشر الأعمال الثقافية بشكل رقمي. لكن هذا
المشروع لا يعود إلى امس أو بضعة اشهر، بل إلى أكثر من أربعة عقود، حيث أسس
المشروع مايكل هارت في عام 1971.
وأغلب المواد الموجودة في المشروع عبارة عن نصوص كاملة ذات ملكية عامة. يحاول
المشروع أن يجعل المواد الموجودة فيه مجانية بقدر المستطاع وبتنسيقات تمكن تشغيلها
من جميع الحواسيب تقريباً.
فكرة مايكل هارت عام 1971 تتمثل في تمكين كل من يملك حاسوبا موصولا
للشبكة من الحصول ومن ثم قراءة أمهات الكتب وأصول المعرفة الإنسانية. موقع مشروع
غوتنبرغ اليوم يوفر نسخا رقمية من أعمال مشاهير الكتاب والمفكرين على مر العصور،
طالما لم تكن هذه الأعمال مشمولة بقوانين حماية الملكية الفكرية. ويوجد ضمن الموقع
اليوم أكثر من عشرة آلاف عنوان على شكل ملفات نصية مضغوطة أو كملفات نصية فقط.
وكان هدف هارت منذ البداية هو تزويد مستخدمي إنترنت بأكثر من تريليون ملف نصي
بنهاية عام 2001.
ورغم الكميات الهائلة من الملفات المتوفرة ضمن موقع مشروع غوتنبرغ، فإنه لم
يحتو على كثير من الميزات التي يمكن أن تجعل منه مكتبة رقمية كاملة، مثل إمكانيات
البحث في النص، أو تصنيف الكتب، وما إلى ذلك، ولا يحتوي الموقع حتى اليوم إلا على
محرك بحث بسيط يبحث في الكتب حسب العناوين أو حسب اسم المؤلف. والسبب في ذلك هو أن
هارت منذ البدء ليس بمهتم بالنواحي التقنية للموقع، وهدفه الوحيد، وحلم حياته، هو
أن يضع أكبر كمية من الكتب الرقمية المجانية على الشبكة. ويحصل هارت على تمويله
اليوم من الجامعة البندكتية في ولاية إلينوي، والتي عينته أيضا أستاذا في علوم النص
الإلكتروني ووفرت له المعدات اللازمة لتشغيل الموقع، كما يعاون هارت في جهوده شبكة
من المتطوعين يبلغ عددهم حوالي الألف.
كتب جوجل
منذ سنوات وشركة جوجل تعرب عن نواياها في إطلاق أكبر مكتبة الكتورنية على
الشبكة، وكان ذلك قبل ان تنتهي تقوم بالفعل بتاسيس خدمتها "كتب
جوجل"، أو Google Books، وهي أداة من جوجل تبحث في النصوص الكاملة للكتب التي يقوم جوجل بمسحها وتخزينها
في قاعدة بياناته الرقمية. هذه الخدمة كانت سابقاً تعرف باسم طباعة جوجل Google Print حينما قدمت في معرض فرانكفورت للكتاب في
أكتوبر 2004. أثناء البحث في موقع جوجل (google.com)، حينما تكون كلمة البحث
المدخلة مقاربة يقوم الموقع بعرض حتي ثلاث نتائج من بحث كتب جوجل. بالطبع يمكن
للمستخدم أن يبحث عن كتب معينة في بحث كتب جوجل. بعد النقر على نتيجة بحث الكتب،
تظهر واجهة من خلالها يستطيع المستخدم عرض صفحات من الكتاب بالإضافة إلى إعلانات
تجارية لها علاقة بالموضوع وروابط لموقع الناشر والبائع على شبكة الإنترنت. نظراً
لاعتبارات أمنية، يقوم جوجل بتحديد عدد الصفحات القابلة للعرض ويمنع أي محاولات
لطباعة الصفحة أو نسخها نصياً حين خضوع النص لحقوق ملكية بالاعتماد على تتبع
المستخدم.
ولا تزال قاعدة البيانات مستمرة بالنمو بأكثر من مئات الآلاف من الكتب التي
تضاف من قبل الناشرين والكتاب، وهناك ما يقرب من 10 الآف عمل يقع في النطاق العام
تم إدارجهم في نتائج البحث.
ويتم مسح الكتب او تصويرها رقمياً باستخدام طريقة خاصة بجوجل أشبه بماسح
الكتب الآلي حيث توضع الكتب داخل الآلة عن طريق عامل بشري ثم تمسح (تحديداً،
تستخدم كاميرا رقمية من على بعد) بمعدل ألف صفحة في الساعة.
ومع حلول العام 2006، أعلنت كل من جوجل ومنافستها مايكروسوفت، انهما لا يتمكنان
من معرفة عدد الكتب التي قامت كل منها بمسحها. جوجل قالت أنها تقوم بمسح أكثر من 3
الآف كتاب يومياً مما يعني أنها تمسح أكثر من مليون كتاب سنوياً.
ثورة الورق الالكتروني!
هذه
الثورة المتسارعة في تأسيس مكتبات موسوعية رقمية لا شك أنها سوف تنعكس، وسريعا جدا
على سوق التقنيات الحديثة، فها هي شركة (إل جي الكورية) اعلنت أنها بدأت بإنتاج
شاشاتها البلاستيكية المرنة التي تعمل بتقنية (اي انك) وتطلق الشركة على هذه
الشاشة إسم الورق الالكتروني إذ تسمح هذه التقنية بإظهار الكلمات بشكل مطابق لما
تظهر عليه مطبوعة على الورق التقليدي، وهي نفس التقنية المستخدمة في أجهزة القراءة
الشهيرة مثل أجهزة (كيندل) من آمازون. بالإضافة إلى ذلك فالشاشة مرنة ويمكن طيها
وثنيها مثل الورق الحقيقي تماماً، وتطمح الشركة إلى ثورة جديدة في عالم القراءة
بفضل شاشتها الجديدة.
ما الذي تعنيه مثل هذه الثورة الجديدة؟ أن نمتلك
جهازا بحجم الآيفون مثلا، ثم نطويه ليصبح في حجم كتاب أو آي باد لنستخدمه في
القراءة؟ ربما هذا الفرض اليوم يبدو
خياليا، لكن الطفرات المستمرة في هذه التقنيات لا تجعلنا نستبعد شيئا، خصوصا وأن
فكرة الورق الإلكتروني في الحقيقة تقوم على فرضيات قريبة لهذا الخيال.
وماذا عن الحبر؟
حين نتحدث عن ورق الكتروني سيصبح من البديهي الآن
أن نتحدث عن الحبرالالكتروني.
فما هو هذا النوع من الحبر؟ هو نوع من أنواع الورق
الإلكتروني المصنع من قبل شركة E Ink. وهذه التقنية الحديثة نسبياً تستخدم بشكل رئيسي في الأجهزة
المتنقلة مثل قارئ الكتاب الإلكتروني (مثل أمازون كيندل) وأحياناً الهواتف
المحمولة. ما زالت هذه التقنية تستخدم التدرج الرمادي (أي اللونين الأبيض
والأسود). من أهم مزايا هذة التقنيه توفيرها العظيم في الطاقة (البطارية) مقارنة
بتقنية LCD المستخدمة في الهواتف
المتنقلة الحديثة.
هي عبارة عن كبسولات متناهية الصغر قطر الواحدة
منها أصغر من قطر شعرة الإنسان. هذة الكبسولات تحتوي على جزيئات بيضاء وأخرى
سوداء، إحداها سالبة والأخرى موجبة. عند تسليط تيار سالب (بما يتناسب مع الصفحة
المراد عرضها) فإن الجزيئات السوداء تندفع للأعلى والبيضاء للأسفل، ولا تحتاج إلى تحديث
مستمر إلا لتغيير الصفحة. مما يوفر الطاقة.
والهدف النهائي من وراء ذلك هو الوصول إلى شاشات
في سمك الورق العادي تعمل مع الحاسبات الشخصية واليدوية والتليفونات المحمولة
والحاسبات المستخدمة ككتاب إلكتروني والمساعدات الشخصية الرقمية وغيرها من الأجهزة
الأخرى، وتكون قادرة على التعامل بسهولة مع تكنولوجيا الاتصالات اللاسلكية، بحيث
تسمح بتغيير محتواها وعرض محتوى جديد عليها لاسلكيا من جهاز آخر، وتكون أيضا قادرة
على الاحتفاظ ـ لفترة مناسبة ـ بصورتها وشكلها وما بها من محتوى عند قطع
الكهرباء.
لهذا كله، وبما يعنيه من ثورة
معرفية متوقعة بسبب كل هذه التقنيات، فإن العالم العربي مرشح للحاق بالمعرفة في
سنوات اقل كثيرا مما كان متوقعا، تماما كما كان شأن توقع الثورات والانتفاضات التي
هبت فجأة علينا من كل صوب ترفع رايات الحرية وتعلن عن ميلاد الإنسان العربي
الجديد. أوهذا ما نرجوه.
ثقافة الكترونية – يولية2012 -مجلة "العربي"
9 comments:
شكرا لكم ,,))
Thank you for your wonderful topics :)
شكرا لكم على الموضوع
موضوع ممتاز شكرا لكم
موضوع ممتاز جدا شكرا لكم
Thank you for your topic and great effort
Thank you for your wonderful topics :)
شكرا ع الموضوع
thnkx
Post a Comment