قرأت صباح اليوم مقالا في النهار اللبنانية عن الموت، وعن علاقة الكاتب به، وهو ما استدعى خواطري الذاتية عن الموت، وألهمني فكرة
عابرة من تلك التي تبرق في الذهن وتخبو لاحقا عن قصة عن الموت، وأثار أفكاري عن الموت الذي لم أعد أخشاه، حائرا ما بين كونه مرحلة بياض أو نور ترفل فيه الروح
وبين كونه ارتحال لروح من جسد لآخر، وهي فكرة فنية أكثر من كونها يقين، بينما أقع في مأزق وجودي حول العدم كمآل طبيعي وفقا لأفق العقل، وبين احتمالات ارتحال الروح في فضاء سرمدي
وهكذا تداعت خواطري فوجدت نفسي راغبا في الكتابة عن الموت، لأرثي الفنان الكبير محي الدين اللباد الذي كان له دور رئيسي في استقراري في مصر وامتهاني الصحافة بشكل مستقر عندما أخبرته عقب عودتي من مسقط العام 1997 وعمري 30 عاما عن رغبتي في السفر لفرنسا ودراسة الأدب والفنون، بعد محاولة أولى فشلت لوجودي في باريس في ذروة إضرابات شلت باريس عند زيارتي الأولى لها في 1995 فسألني عن عمري فلما أخبرته هتف لي بأن ما أقوله يناسب كلاما لفتى في العشرين، ولا يناسب من يريد أن ينجز شيئا لا ان يظل يرقص على السلم، وله أدين بالتراكم الذي أنجزته على مدى السنوات الثلاث عشرة الماضية
وأريد أن أكتب عن الموت الذي أغوى في هذا العام وحده أكبر تضامن ثقافي من خيرة عقول المثقفين والمبدعين والمفكرين لذلك الرحيل الجماعي: غما وكمدا واعتراضا ورفضا واستنكارا للمآسي العبثية التي نعيش فيها في عالمنا العربي الذي يعيش خارج التاريخ بامتياز
أفكر بخوف فيما تركونا لأجله كل هؤلاء:
اللباد، الجابري، فاروق عبد القادر، أحمد البغدادي، محمد أركون، عدلي رزق الله، السقاف، نصر أبو زيد، محمد عفيفي مطر ،
أريد أن أكتب عن معنى الرواية انطلاقا من مقولة للصديق مصطفى ذكري سمى فيها نصوصه الأخيرة كتبا لا روايات لأن كل من هب ودب اليوم أصبح يكتب رواية، وهو يعرف وأنا أعرف وغيرنا نعرف جميعا أن ما يستحق أن يطلق عليه رواية في كل تلك الثرثرات، وهو قليل جدا، سمي رواية خطأ ، وجهلا، واستسهالا،
وأحيانا ابتذالا وسفاهة فليست الرواية أن تكتب عما نتراه وتعرفه في الواقع، فالرواية في ظني هي الكتابة عما لا نراه ولا نعرفه
أريد أن أكمل نصي الإيروتيكي وأعمقه، أن أستعيد خبراتي الحسية، وأن أعرف اختلاف إحساس النشوة عند كل امرأة، وكل رجل، أن أفهم أكثر عن الإحساس والحسية، عن الروح في استخدامها للجسد، عن جمال الجسد، وتناقض جماله مع الفناء، وعن الخلود الذي يمنحه الفن للجسد بصريا وذهنيا وأدبيا، بينما الحياة تذوي وتصبح مثل الصوت، يتردد مسموعا ثم يتحول إلى موجات وذبذبات تفيض في الكون لا يعرف أحد أين تذهب أو تستقر..
وأريد أن أنهي روايتي الجديدة، والمسلسل الدرامي الذي شرعت فيه قبل شهرين وأجد فيه خبرة جديدة شيقة.،
أن أقرأ كل ما لم أقرأه في مكتبتي التي تتراكم بها الكتب يوميا
وأن استكمل ايضا الاستطلاع المصور عن إندونيسيا الذي بدأ قسم الإنتاج في المجلة ملاحقتي لأنتهي منه...
من لي بالزمن..من لي بالزمن..؟
هل هناك من يسمعني؟ ..
No comments:
Post a Comment